على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب المنظم من طرف وزارة الثقافة بتعاون مع مكتب أسواق ومعارض الدار البيضاء، احتضنت قاعة محمد العربي المساري يوم السبت 21 فبراير 2016 على الساعة الحادية عشر صباحا، ندوة تحت عنوان "الرواية الإماراتية " أشرفت الدكتورة زهور كرام على تسييرها.
في هذا اللقاء كان الحضور على موعد مع كاتبتين روائيتين من الإمارات العربية المتحدة - باعتبارها ضيف الشرف لهذه الدورة من المعرض – وهما فتحية النمر وريم الكمالي وقد تعذر الحضور على كاتبة ثالثة لأسباب خاصة وهي لؤلؤة المنصوري. وقد تمت استضافة هذين الكاتبتين للحديث عن تجاربهما السردية من خلال إلقاء الضوء على استفادتهما من حقول معرفية مستقلة، خاصة التاريخ والفلسفة، إلى جانب حديثهما عن مدى التقاطع بين الرواية والقصة القصيرة عبر التراكم الذي حققه الجيل المؤسس للرواية الإماراتية، وكذا إسهامات الأجيال الجديدة، في بناء نموذج سردي يعكس التطورات التي طرأت على خصوصية منطقة الخليج العربي.
بداية، تفضلت الدكتورة زهور كرام بإلقاء كلمة الافتتاح معبرة عن حبها وشكرها لدولة الإمارات والتنويه بالحضور الأدبي للمرأة الإماراتية وخاصة في السرد ثم أشارت إلى التقاء القصة القصيــــــرة والرواية في مجموعة من النقاط التي هي مشتركة بينهما رغم اختلاف هذين الجنسين الأدبيين وأخيرا عبرت عن أسفها لتغيب الكاتبة لؤلؤة المنصوري حيث كان حضورها سيزيد من إغناء الندوة.
أخذت الكلمة ثانيا الكاتبة فتحية النمر التي استهلت كلامها بشكر الدكتورة زهور كرام والحضور ثم أشارت أولا إلى تأثرها بتخصصها في الفلسفة و المنطق إذ باتت تنظر للأشياء بطريقة مختلفة، تحلل وتجزئ الأحداث وتعيد ترتيبها منطقيا. ثانيا تحدثت عن تقاعدها المبكر لتتفرغ إلى تسطير أفكارها في قالب أدبي تمثل في الكتابة الروائية. ثالثا أشارت إلى التفوق الأنثوي في الرواية الإماراتية على الذكور كما وكيفا وقامت بدرج مجموعة من الأسماء هنا مثل سارة الجروان التي أبدعت وكتبت رواية "شجن بنت القدر الحزين" وهي في سن العشرين من عمرها أيضا لها رواية "طروس إلى مولاي السلطان" وكذا "عذراء وولي وساحر" أيضا ذكرت أسماء الزرعوني وروايتها " لا تقتلني مرتين" وأيضا الكاتبة لؤلؤة المنصوري وروايتها "آخر نساء لنجة" ثم الكاتبة صالحة غابش ودورها في الحراك الثقافي الموجه نحو دعم الكاتبات وأخيرا أشارت إلى نفسها وأعمالها الروائية مثل "طائر الجمال" "كولاج" و" للقمر وجه آخر".
بعدها طرحت فتحية النمر سؤالا وهو لماذا أصبح الكل يجري وراء أخذ اسم " روائي" دو أن تتوفر فيه شروط الروائي ودون مراكمة الخبرات و التجارب ؟ تتابع محاولة الإجابة عنه معتبرة أن الجوائز التي تسيل اللعاب التي ينالها الروائيون والشهرة التي يحظون بها هما من أهم الأسباب التي تجعل الكل يتهافت ليصبح روائيا, كذلك دور النشر أصبحوا يفضلون الرواية على باقي الأجناس الأدبية.
تناولت الكلمة بعدها الكاتبة ريم الكمالي التي استهلت كلامها بالحديث عن ثراء المغرب مبدية إعجابها بالمطبخ المغربي ثم شرعت في تقديم قبسات من حياتها بدءا بطفولتها في قرية خصب المطلة على مضيق هرمز والمحاطة بالجبال من باقي الجواب. تحدثت عن الإهمال الذي طال هذه القرية بالرغم من أهمية المكان من الناحية الاقتصادية وجمال طبيعته الخلابة وعذوبة مياه آبارها. ثم تحدثت عن انتقالها إلى دبي لمتابعة دراستها وبداية تعلقها بالمكتبات بشكل كبير إلى أن حصلت على شهادة الماجستير من دولة لبنان تخصص آثار وتاريخ لكنها سرعان ما حولت تركيزها إلى الكتابة الروائية.هنا تحدثت عن ارتباطها بمكان معين أثناء ممارستها للكتابة فكانت تفضل شجرة ليمون في منزل والديها لأن زوجها كثير الترحال ولا يستقر على حال. فكان المكان يلهمها للكتابة و الإبداع إلا أن توفيت أمها التي كانت تعتني بشجرة الليمون فماتت هذه الأخيرة بدورها فلم ترتبط ريم الكمالي بمكان بعد ذلك.
وفي الختام فتح مجال للنقاش مع الحضور حيث تمت الإشارة إلى مجموعة من النقاط من بينها بدأ الحركة الأدبية في الإمارات بظهور الشعر أولا ثم تطورها إلى حين ظهور الرواية. كذلك الحضور الفاعل للمرأة الإماراتية في الأدب وتفوقها على الرجل الذي اهتم بالمال والأعمال. كذلك تمت الإشارة إلى سوء الفهم الكبير بين النساء الإماراتيات والمغربيات وإشكالية الصورة النمطية المصورة في أذهان كل منهما عن الأخرى.